بسم الله الرحمن الرحيم
معالي وزير التعليم العالي وفقه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فبعد شكر الله ، نشكر لمعاليكم جهودكم المباركة في تطوير وتوسيع الدراسات
الجامعية وافتتاح عدد من الجامعات والكليات في عامة مناطق المملكة ، ومن
ذلك افتتاح جامعة حائل بضم الكليات السابقة إليها وتطويرها ، وافتتاح
كليات أخرى ، وهذا مما يذكر لكم ويشكر ، بل مما يشكر لكم تعيين معالي د/
أحمد السيف مديرا لجامعة حائل ، والذي نلمس منه الصدق والتفاني في تطوير
الجامعة ـ وفقه الله وسدده ـ وحيث أن الجامعة ما زالت في بداية نشأتها
وتطويرها ؛ فيطيب لنا أن نضع بين أيديكم مطلبا لأهالي المنطقة آملين من
معاليكم تحقيقه ، وأنتم وولاة أمورنا من كل خير قريبون ـ إن شاء الله ـ
ألا وهو افتتاح كلية للشريعة ، حيث أن المنطقة الشمالية عموما لا يوجد بها
كلية شريعة ، ولا يخفى على معاليكم أهميتها من عدة جوانب :
أولا : أن الحياة كلها وسيلة لتحقيق عبودية الله ، وعبودية الله لا تتحقق
إلا بالعلم الشرعي ؛ كما قال تعالى : فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر
لذنبك .
ثانيا: حماية الأفكار والعقائد والأخلاق أهم من حماية الأجساد والأموال ،
ولا حماية لها إلا بالعلم الشرعي المؤصل. ولا يخفى عليكم الأفكار المنحرفة
التي تسربت لمجتمعنا عبر الوسائل المختلفة .
ثالثا: أن صلاح المجتمع وتحقيق أمنه وترابطه مرتبط بتطبيق شرع الله
وتحقيقه في الحياة، وهذا لا يتحقق إلا بترسيخ أصول الشريعة دراسة ونشرا
وتطبيقا.
رابعا : أن نشر العلم الشرعي بحد ذاته طاعة وقربة إلى الله ، وسبب لعزة
الأمة ورفعتها ؛ كما قال تعالى : ( يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين
أوتوا العلم درجات ) ، وهذا ما دفع بعض أبناء المنطقة لدراسة الشريعة خارج
منطقتهم على الرغم من ظروفهم المادية والعائلية .
خامسا : هناك مجالات متعددة بحاجة إلى جم غفير من خريجي كليات الشريعة ،
كالقضاء والمحاماة ، والدعوة ، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
والإمامة ، والخطابة ، والتعليم ، وإدارات التوعية الدينية في كافة
القطاعات ، والهيئات الشرعية للبنوك والمؤسسات ، والقطاعات العسكرية ،
والاستشارية ، والإفتاء ، والإعلام ، والجمعيات الخيرية والإصلاحية ،
وهيئة الإدعاء والتحقيق العام ، وغير ذلك من المجالات المتعددة .
معالي الوزير !
لا يخفى عليكم موقف خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ واهتمامه بالنهوض
بالجانب التعليمي في جميع مجالاته ، ودعمه السخي لذلك ، بل وحرصه ـ وفقه
الله ـ على تحقيق مطالب أبنائه من شعبه ، وقد أوكل إليكم هذه الأمانة
العظيمة ؛ فمن حق أهل منطقة حائل عليكم تحقيق هذه الرغبة والمصلحة لهم ،
والتي لا تكلفكم الكثير من الإمكانات ، ومن حق ولاة الأمور عليكم تحقيق
مصالح المناطق ورغبات أهلها .
نسأل الله ـ عز وجل ـ أن يسددكم ويوفقكم لما تبرأ به ذمتكم ، وينتفع به مجتمعكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
عيسى بـن درزي المبلع
خطيب جامع الأمير سعود الفيصل بحائـل
عيسى بـن عبد الله المطرودي
الـقـاضـي بالمـحكـمـة الـكبـرى بحائــل